{ لا تَدري لَعَلَّ اللَّهَ يُحدِثُ بَعدَ ذلِكَ أَمرًا } [الطلاق: ١] كم في هذه الآية من حسن الظن بالله، وعظيم الرجاء به، وكم في معناها من لطف الله بتبدل الحال، وترقب الفرج .. [د. عبدالملك القاسم]
لا تأخذكم وسائل العصر عن القرآن والتسبيح، فتبقى أرواحكم فارغة يملؤها الهم والغم والحزن .. فلن يسعد القلب إلا زاده الروحي من العبادة .. [د. عائض القرني]
قال تعالى : { وَجَعَلنَا اللَّيلَ لِباسًا }. [النبأ: ١٠] ليس الليل للوحشة والقلق، ولا للفجور والفسوق، ولكنه لسكون الأجساد، وطمأنينة الأرواح، وإشراق النفوس بالطاعة .. [تَدَبُّر المُفَصَّل]
قال تعالى : { وَاللَّيلِ إِذا عَسعَسَ }. [التكوير: ١٧] إقبال الليل وإدباره يوقظان العقول وينبهان الأرواح إلى حقيقة مضي الزمن وانقضاء العمر، فيا فوز مَنْ ملأ عمره بطاعة الله .. [تَدَبُّر المُفَصَّل]
قال تعالى : { وَقُل لِعِبادي يَقولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلإِنسانِ عَدُوًّا مُبينًا } [الإسراء: ٥٣] قال د. عبدالله بن بلقاسم : تَفَقَّد حروفك قبل إرسالها .. تَذَكَّر أنك ستلقيها في قلوب طرية .. رُبَّ كلمة نسيتها أنت، لكن قلوبا كثيرة لا تزال تنزف منها ..
قال تعالى : { وَقُل لِعِبادي يَقولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلإِنسانِ عَدُوًّا مُبينًا } [الإسراء: ٥٣] قال د. عبدالله بن بلقاسم: العلاقات لغة ومفردات .. انزع الشوك من حروفك .. اشطب الكلمات الحادة من معجمك .. قصص الألم : قصة إخفاق لغة ..
{ وَالَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا } [الفرقان: ٧٤]. رسالة للأزواج : هل تدعون لبعضكم؟ هل تدعون لذريتكم؟ لن تستطيعوا تحمل أعباء الدنيا دون عون من الله .. [أ.د. عمر المقبل]
كان الحسن البصري يردد في ليلة قوله تعالى: { وَإِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللَّهِ لا تُحصوها } [النحل: ١٨]، فقيل له في ذلك، فقال: إن فيها لمعتبرا، ما نرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمة، وما لا نعلمه من نعم الله أكثر ! [جوال تدبر]
ربما تقلق إذا وعدك مخلوق، لكنك ستنام قرير العين بوعد الذي بيده ملكوت كل شيء إذ قال : { فَإِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا * إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا } [الشرح: ٥-٦] [د. سعود الشريم]
{ فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَاستَغفِرهُ إِنَّهُ كانَ تَوّابًا } [النصر: ٣] أكثِر أيها العبد من الاستغفار في كل آن، خصوصا في خواتيم المجالس؛ جبرا لما قد يَنِدُّ عنك من خطل وزلل، واعترافا بالعجز والفقر لله تعالى .. [تَدَبُّر المُفَصَّل]
{ وَالشَّمسِ وَضُحاها * وَالقَمَرِ إِذا تَلاها } [الشمس: ١-٢] لا يكاد المرءُ يفقد شيئًا في هذه الحياة إلا ويجعل الله له في غيره سَلوةً وعِوضًا، كضوء النهار إذا رحل اعتاضَ عنه الناس بنور القمر .. [تَدَبُّر المُفَصَّل]
{ سَيَذَّكَّرُ مَن يَخشى } [الأعلى: ١٠] لعل من أعظم أسباب الانتفاع بالقرآن وإشراق أنواره في قلب المؤمن، استحضار تعظيم الله وخشيته في قلب العبد عند القراءة .. [تَدَبُّر المُفَصَّل]
{ إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا } [مريم: ٩٦] هذا من نعمه على عباده، الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، أن وعدهم أنه يجعل لهم ودا، أي: محبة وودادا في قلوب أوليائه، وأهل السماء والأرض .. [تفسير السعدي]
رأى بعض الصالحين الحجاج في وقت خروجهم، فوقف يبكي ويقول: واضعفاه! ثم تنفس وقال: هذه حسرة مَنْ انقطع عن الوصول إلى البيت، فكيف تكون حسرة مَنْ انقطع عن الوصول إلى رب البيت؟ [ابن رجب]
{ وَكَبِّرهُ تَكبيرًا } [الإسراء: ١١١] نكبّر الله في اليوم عدة مرات، ونسمع التكبير كثيرًا، لكن هل استحضرت قلوبنا معناه العظيم ؟! فالتكبير بحضور قلب ويقين ينزل السكينة، ويحقق الأمان، ويقوي الإيمان، ويورث رضا الرحمن .. [أ.د. ناصر العمر]
{ فَاذكُروني أَذكُركُم وَاشكُروا لي وَلا تَكفُرونِ } [البقرة: ١٥٢] لا يزال العبد بخير ما تقلب بين ذِكْرٍ وشكر، فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .. [أ.د. عمر المقبل]
{ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ } [البقرة: ١٨٥] الله أكبر .. في قلوبنا أولاً .. أكبر من كل آلامنا ومواجعنا .. أكبر من مخاوفنا .. أكبر من جراحنا .. [د. عبدالله بن بلقاسم]
المؤمن يخطط لمواسم الطاعة ويعزم على عمارتها بما يدنيه من خالقه .. وأول مراحل التخطيط استشعار عبودية الاستعانة وأنه لولا عون الله لم يقرأ آية ! [د. نوال العيد]
{ رَبِّ اغفِر لي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيتِيَ مُؤمِنًا وَلِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَلا تَزِدِ الظّالِمينَ إِلّا تَبارًا } [نوح: ٢٨] الافتقار إلى الله وعونه شعور ينبغي ألا يفارق نفس المؤمن مهما بلغ في درجات الطاعة ومراتب الصلاح والرشد .. [تَدَبُّر المُفَصَّل]
{ سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ } [الصف: ١] لا يزال المسلم في خير وطمأنينة قلب ما كان لسانه رطبًا بذكر الله؛ تسبيحًا وتحميدًا وتكبيرًا. [تَدَبُّر المُفَصَّل]
قال ابن القيم : ولا شيء على الإطلاق أنفع للعبد من إقباله على الله، واشتغاله بذكره، وتنعمه بحبه، وإيثاره لمرضاته، بل لا حياة له ولا نعيم ولا سرور ولا بهجة إلا بذلك ..
{ مَن كانَ يُريدُ العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّةُ جَميعًا } [فاطر: ١٠] التكبير والجهر به في العشر كفيل بإذكاء مشاعر العزة في نفسك؛ لتستحضر على الدوام أنه ﻻ أحد أكبر من الله .. [د. سعود الشريم]
{ سَيَجعَلُ اللَّهُ بَعدَ عُسرٍ يُسرًا } [الطلاق: ٧] مهما اشتدَّ بك الأسى، وأظلمَت عليك الدنيا، وسُدَّت في وجهك الآفاق، فإن الخلاص آتٍ آت، فتسلَّح بالأمل؛ ليكون قائدَك إلى الصبر والعمل .. [تَدَبُّر المُفَصَّل]
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصلِحوا ذاتَ بَينِكُم } [الأنفال: ١] المتراشقون بالاتهامات على صفحات وسائل التواصل والسّاعون لشقّ صفوف الأمة الواحدة أما آن لهم الامتثال لهذا الأمر الإلهي العظيم ؟!
كم ظلومٍ لي تَمادَى ظُلْمُهُ دارتِ الدنيا عليهِ فانقَلَبْ .. ما توشَّحتُ لهُ سيفاً ولم أُرِهِ مني انفلاتاتِ الغَضَبْ .. كلُّ ما في الأمرِ أني في الدُّجَى أسألُ الجَبّارَ تفريجَ الكُرَبْ .. [د. فواز اللعبون]
{ جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلونَها وَمَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَأَزواجِهِم وَذُرِّيّاتِهِم وَالمَلائِكَةُ يَدخُلونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بابٍ } [الرعد: ٢٣] الإنسان يُسر بالاجتماع بأسرته وذويه في الدنيا مع ما فيها من المنغصات والأتراح، فكيف يكون سروره إذا كان الاجتماع في الجنة دار الأفراح ؟! [بلال الفارس]
{ الَّذينَ يَستَحِبّونَ الحَياةَ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ } [إبراهيم: ٣] ما أكثر الذين يتركون طريق الصواب ويلهثون خلف السراب .. ما أبشع سيطرة الهوى على النفس ! [مها العنزي]
{ وَالقَمَرَ قَدَّرناهُ مَنازِلَ حَتّى عادَ كَالعُرجونِ القَديمِ } [يس: ٣٩] مَنْ تدبّر القمر وجد أنه مطابق لحال الإنسان؛ فالقمر يبدو ضعيفًا، ثم يزداد في القوّة حتى إذا تكامل في القوّة أخذ في النقص .. وهكذا الإنسان ! [محمد العثيمين]
{ قالَ لا تَثريبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللَّهُ لَكُم وَهُوَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ } [يوسف: ٩٢] هكذا تنسى القلوب الكبيرة كل أخطاء الماضي مهما عظمت في لحظة .. [وليد العاصمي]
{ وَقَد أَحسَنَ بي إِذ أَخرَجَني مِنَ السِّجنِ وَجاءَ بِكُم مِنَ البَدوِ مِن بَعدِ أَن نَزَغَ الشَّيطانُ بَيني وَبَينَ إِخوَتي } [يوسف: ١٠٠] في لحظات الصفاء والتسامح لا تذكرهم بما فعلوا بك .. إنها ليست إلا نزغة شيطان تلاشت في قلب كبير ! [وليد العاصمي]
مهما كنا رائعين فإن لنا أرواحاً ينهكها التعب، وقلوباً يوجعها الخذلان، فننفعل، أو نعتزل، ثم ما نلبث أن نعود إلى روعتنا الأولى. لا تمسحوا تاريخنا الجميل بسبب لحظة مؤقتة ! [د. فواز اللعبون]
{ قالَ رَبِّ اغفِر لي وَلِأَخي } [الأعراف: ١٥١] قال كعب: رُبَّ قائم مشكور له، ورُبَّ نائم مغفور له، وذلك أنَّ الرجلين يتحابان في الله، فقام أحدهما يصلي، فرضي الله صلاته ودعاءه، فلم يرد عليه من دعائه شيئًا، فذكر أخاه ذلك في دعائه من الليل، فقال: يا رب! أخي فلان اغفر له؛ فغفر الله له وهو نائم. [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم]
كثير من الناس يبثون همومهم العامة والخاصة للخلق، ويغفلون عن بثها لخالقهم، تضرعاً وخفية وبخاصة في ساعات الاستجابة : { إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ } [يوسف: ٨٦] [أ.د. ناصر العمر]
لي صاحبٌ إن قسَا عَيشي بدا سَنَداً وإن أسأتُ أراني منهُ إحسانا وإن رآنيَ مجروحاً يَمُدُّ يداً حنونةً فكأن الجُرحَ ما كانا وكم مواجِعَ لم أُخبِرْ بها أَحَداً أَحَسَّها فبَكَى حُبّاً وتَحنانا [د. فواز اللعبون]
{ فَلَمّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَد لَقينا مِن سَفَرِنا هذا نَصَبًا } [الكهف: ٦٢] تدبَّر قصة موسى مع فتاه وخادمه، تجد كرم الخلق، ولطافة المعاملة، وحسن الصحبة: يخبره بتفاصيل مسيره، ويشركه في طعامه، ويعذره في خطئه، بل يدخل السرور على نفسه إذهابًا لروعه: { ذلِكَ ما كُنّا نَبغِ } [الكهف: ٦٤]، وتأمَّل واقع كثير من الناس مع خدمهم، بل مع أبنائهم وطلابهم تدرك أين هم من أخلاق النبوة. [أ.د. ناصر العمر]
يَبِينُ إيمان المؤمن عند الابتلاء، فهو يبالغ في الدعاء ولا يرى أثرًا للإجابة، ولا يتغير أمله ورجاءه ولو قويت أسباب اليأس؛ لعلمه أن ربه أعلم بمصالحه منه؛ فإياك أن تستطيل زمان البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء، فإنك مبتلى بالبلاء، متعبد بالصبر والدعاء، ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء. [ابن الجوزي]
إذا ابتلى الله عبده بشيء من أنواع البلايا والمحن، فإن رده ذلك الابتلاء والمحن إلى ربه وجمعه عليه وطرحه ببابه؛ فهو علامة سعادته وإرادة الخير به. { فَأَخَذناهُم بِالبَأساءِ وَالضَّرّاءِ لَعَلَّهُم يَتَضَرَّعونَ } [الأنعام: ٤٢] [ابن القيم]
{ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ } [البقرة: ١٨٥] الهداية تشمل: هداية العلم، وهداية العمل، فمَنْ صام رمضان وأكمله، فقد مَنّ الله عليه بهاتين الهدايتين، وشكره سبحانه على أربعة أمور: إرادة الله بنا اليسر، وعدم إرادته العسر، وإكمال العدة، والتكبير على ما هدانا، فهذه كلها نِعَم تحتاج منا أن نشكر الله بفعل أوامره، واجتناب نواهيه .. [ابن عثيمين]
{ رَبِّ إِنّي لِما أَنزَلتَ إِلَيَّ مِن خَيرٍ فَقيرٌ } [القصص: ٢٤] إشارة إلى سبب من أسباب إجابة الدعاء، وهو إعلان الافتقار إلى الله، وإظهار المسكنة إليه. [د. محمد الحمد]
الدعاء الذي يتقدمه الذكر والثناء أفضل وأقرب إلى الإجابة من الدعاء المجرد، فإن انضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته وافتقاره واعترافه كان أبلغ في الإجابة وأفضل .. [ابن القيم]
كان بعضهم إذا رجع من الجمعة في حر الظهيرة يذكر انصراف الناس من موقف الحساب إلى الجنة أو النار؛ فإن الساعة تقوم في يوم الجمعة، ولا ينتصف ذلك النهار حتى يقيل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار، قاله ابن مسعود، وتلا قوله تعالى: { أَصحابُ الجَنَّةِ يَومَئِذٍ خَيرٌ مُستَقَرًّا وَأَحسَنُ مَقيلًا } [الفرقان: ٢٤] [ابن رجب]
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إن الدنيا قد ترحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.م
{ ثُمَّ أَورَثنَا الكِتابَ الَّذينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنا فَمِنهُم ظالِمٌ لِنَفسِهِ وَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَمِنهُم سابِقٌ بِالخَيراتِ بِإِذنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبيرُ } [فاطر: ٣٢] قيل في سبب تقديم الظالم لنفسه على السابق بالخيرات - مع أن السابق أعلى مرتبة منه - لئلا ييأس الظالم من رحمة الله، وأخر السابق لئلا يعجب بعمله. [القرطبي]
إلى مَنْ عاش مواسم الطاعة: تفقّد قلبك عند كل عبادة تتقرب بها إلى الله؛ خوفًا من أن يخالطها إعجاب أو منة بأن هذا منك فتهلك، فنعمة الله عليك ومنته بأن وفقك لهذه القربة، أعظم من أداءك لها ! { يَمُنّونَ عَلَيكَ أَن أَسلَموا قُل لا تَمُنّوا عَلَيَّ إِسلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيكُم أَن هَداكُم لِلإيمانِ إِن كُنتُم صادِقينَ } [الحجرات: ١٧] [أ.د. ناصر العمر]
{ وَلكِن تَعمَى القُلوبُ الَّتي فِي الصُّدورِ } [الحج: ٤٦] الرجل هو الذي يخاف موت قلبه، لا موت بدنه، إذ أكثر هؤلاء الخلق يخافون موت أبدانهم، ولا يبالون بموت قلوبهم! [ابن القيم]
{ ذَرهُم يَأكُلوا وَيَتَمَتَّعوا وَيُلهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوفَ يَعلَمونَ } [الحجر: ٣] الأمل رحمةٌ من الله تنتظم به أسباب المعاش، وتستحكم به أمور الدنيا، ويتقوى به الصانع على صنعته، والعابد على عبادته، وإنما يُذمُّ الأمل ما امتدَّ وطال حتى أنسى العاقبة، وثبط عن صالح الأعمال .. [القرطبي]
المؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرض القرآن فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وما قبح فيه، فما حذّره مولاه حذره، وما خوّفه به من عقابه خافه، وما رغّب فيه مولاه رغب فيه ورجاه. [الآجري]
أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يُدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأنَّ بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة. [ابن القيم]
قد يتسلط شيطان البشر على كل شيء فيك وكل شيء حولك إلا شيئًا واحدًا، إنه قلبك إذا اتصل بربك؛ فتأمل قصة آسية امرأة فرعون، وتأمل قول السحرة حين آمنوا : { قالوا لَن نُؤثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ البَيِّناتِ وَالَّذي فَطَرَنا فَاقضِ ما أَنتَ قاضٍ إِنَّما تَقضي هذِهِ الحَياةَ الدُّنيا } [طه: ٧٢] [د. محمد المصري]
كان سحرة فرعون آية في اليقين الصحيح والإخلاص العالي عندما رفضوا الإغراء وحقروا الإرهاب وداسوا حب المال والجاه، وقالوا : { فَاقضِ ما أَنتَ قاضٍ إِنَّما تَقضي هذِهِ الحَياةَ الدُّنيا } [طه: ٧٢] [محمد الغزالي]
كان الحسن البصري يدعو ذات ليلة: اللهم اعف عمن ظلمني، فأكثر في ذلك؛ فقال له رجل: يا أبا سعيد، لقد سمعتك الليلة تدعو لمن ظلمك! حتى تمنيت أن أكون فيمن ظلمك، فما دعاك إلى ذلك؟ قال: قوله تعالى: { فَمَن عَفا وَأَصلَحَ فَأَجرُهُ عَلَى اللَّهِ } [الشورى: ٤٠]
قضاء الأوقات بالاستمتاع بغير ما يقربك من الله؛ هو اختزال وتقصير لعمرك الذي وهبك الله إياه، وإضاعة لمنحة ربانية لا تتكرر أبدا، فيا طول حسرة الغافلين والمفرطين ! { قالوا يا حَسرَتَنا عَلى ما فَرَّطنا فيها } [الأنعام: ٣١] [أ.د. ناصر العمر]
{ أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ } [الرعد: ٢٨] إذا رأيت الأحزان تطوق أحبتك وأردت أن تساعدهم، فأجمل شيء تهديهم أن تجعلهم يذكرون الله .. [د. عبدالله بن بلقاسم]
ولمَّا كان شعبان كالمقدِّمة لرمضان شُرِع فيه ما يُشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهُب لتلقِّي رمضان، وتَرْتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن. [ابن رجب]
من الحقائق المؤلمة أن المرء يرتب وقته لمهمات الدنيا من دوام ورحلة طيران وغيرها، ولا يرتب لأعظم أمر وهو الصلاة، فيأتي متأخرا وربما فاتته الصلاة ! [د. عبدالملك القاسم]
عندما كنا صغارا لم نرَ الروح العليلة ما عرفنا الغل يوما لم نجد قط سبيله .. وكبرنا فحملنا الهم أحمالا ثقيلة ليتنا في قلب طفلٍ كي نرى الدنيا جميلة ! [د. محمد المقرن]
لو عَلِمَ المُقصرون في صُحبة كلام الله أيّ خيرٍ أضاعوا، وأيّ جناية على أنفسهم أصابوا، لتمنوا عمراً مديداً، بتلاوة القرآن معموراً، وبذِكْر الله موصولاً. [د. وفاء الحمدان]
سرعة الغضب من شيم الحمقى، كما أن مجانبته من زي العقلاء، والغضب بذر الندم، فالمرء على تركه قبل أن يغضب أقدر على إصلاح ما أفسد به بعد الغضب .. [ابن حبان]
{ فَضَرَبنا عَلى آذانِهِم فِي الكَهفِ سِنينَ عَدَدًا } [الكهف: ١١] نام أصحاب الكهف على حسن الظن بربهم، فاستيقظوا وقد تغير العالم من حولهم، وقد كفاهم الله شر بأس قومهم .. [عايض المطيري]