إياك إياك أن تستطيل زمان البلاء

‏‏يبين إيمان المؤمن عند الابتلاء، فهذا يعقوب: بقي ثمانين سنة في البلاء ورجاؤه لا يتغير، فلما ضم إلى فقد يوسف بنيامين لم يتغير أمله وقال:

{ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا }.

فإياك إياك أن تستطيل زمان البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء، فإنك مبتلى بالبلاء، متعبد بالصبر والدعاء، ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء.

[ ابن الجوزي ]

لا تكثرنّ الضجيج !

‏‏قال ابن الجوزي :
إذا أحسست بنفحات البلاء فلا تكثرنّ الضجيج " أنا مريض، أنا مبتلى "، فإن للمجازاة زمانًا وينقضي، فاحرص أن ترحل عنك أيام البلاء إلى أرض الجزاء مادحة لا قادحة، واعلم أن للبلايا أوقاتا ثم تنصرم، فاللازم لك أن تلازم محراب اﻹنابة فربما قدم بشير القبول فارتد يعقوب بصيرا، وإن مت فربما ناب حزن الدنيا عن حزن اﻵخرة.

ليست سوى ساعة

‏‏{ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ }

حتى الابتلاءات الكبرى ليست سوى ساعة، فما أسرع ما تمضي !

[ د. عبدالله بن بلقاسم ]

مسافرٌ أنتَ والآثارُ باقيةٌ

‏‏مسافرٌ أنتَ والآثارُ باقيةٌ ..
فاترك وراءك ما تحيي به أثرك ..

تزودوا من الدنيا للآخرة

‏‏قال عمر بن عبدالعزيز :
إن لكل سفرٍ زادًا لا محالة، فتزودوا من الدنيا للآخرة، وكونوا كمن عاين ما أعد الله تعالى من ثوابه وعقابه، ترغبون وترهبون، ولا يطولنّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم ..

الناس منذ خلقوا لم يزالوا مسافرين

‏‏قال ابن القيم :
الناس منذ خلقوا لم يزالوا مسافرين، وليس لهم حط عن رحالهم إلا في الجنة أو النار ..

حياة الضمائر وأنس السرائر وأقوى الذخائر

‏‏قال الشيخ صالح المغامسي:
لا يعمر القلب شيء أعظم من ذكر الله جل وعلا، ومن استأنس بالله استوحش من خلقه، واللبيب العاقل من يجعل له خلوات - إما سجدات في فلق الأسحار أو غيرها - يذكر ربه تبارك وتعالى فيها، سواء أكان في ملأ من الناس أم كان في خلوة لوحده؛ فإن ذكر الله حياة الضمائر وأنس السرائر وأقوى الذخائر ..

عبادة السر والخلوة

‏‏قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي :
عبادة السر والخلوة هي السياج الذي يضعه الإنسان حول قلبه من الانتكاسات!
لا يشكو أحد ضعفا إلا وخلوته بربه نادرة؛ لهذا كان زاد النبي خلوة الليل ..

لتكن لك (خلوة) بعض الوقت مع نفسك

‏‏لتكن لك (خلوة) بعض الوقت مع نفسك، تنقيها وتهذب خلقها، وتتفكر في حالك ومآلك، وتنقطع عن شواغل الأرض وضجة الحياة ..

قال ابن القيم :
أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات، وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات ..

كن محسنًا وإن لم تلقَ إحسانًا

‏‏كن محسنًا وإن لم تلقَ إحسانًا ..
ليس لأجلهم، بل لأن الله تعالى قال :

{ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }

حتى لا يطول عناؤك !

‏‏إذا انتظرت من بعض الناس رد الجميل فسيطول عناؤك !
ضع هذه الآية نصب عينيك :

{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا }

لا تحزن من قلة تقدير بعض البشَر

‏‏لا تحزن من قلة تقدير بعض البشَر، واجعل في صدرك نيّة خفية للّه وحده ..
وتَذكر قوله ٺعالى :

{ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }

كن قدوة صالحة

‏إن الأبناء من أعظم الأمانات وغدا سيقال :

{ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }

فتصور الحال - أيها المربي - وابذل ما تحب أن تلقاه عندما تقف بين يدي الملك العظيم !

كن قدوة صالحة لأبنائك؛ فلا تنه عن خلق وتأتي مثله !
افعل أمامهم ما تحب أن تراه منهم ..
واحذر أن تغرس فيهم خلقًا يجني عليك الندامة !

محال أن يغش في اختبار أو شهادة أو عمل

‏لنربِ أبناءنا ومن تحت يدنا، بل وقبل ذلك أنفسنا على قوله تعالى :

{ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }،

فإن من تربى على هذه الآية محال أن يغش في اختبار أو شهادة أو عمل.

هل ربَّيت أبناءك على تعظيم الله ؟

‏هل ربَّيت أبناءك على تعظيم الله ؟

{ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ }

[ بلال الفارس ]

اجعل هذه الآية منهجًا في حياتك

‏اجعل هذه الآية منهجًا في حياتك :

{ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }

فإذا كنت وحدك وحدثتك نفسك بُرؤية الحرام أو فِعلِه جاءت هذه الآية رادعة ..

أعظمُ مِن الذنب

‏يقول أحد من ابتلي بالنظر للمحرمات :
سمعتُ خشخشةً في الباب، فبلغ قلبي حنجرتي، وانقطع نفَسي، فأغلقت جهازي، وفتحت الباب؛ فوجدتها هرَّة !

وفي هذا المعنى قال أحد السلف :
خوفك من الرِّيح إذا حرَّكت سِترَ بابك وأنت على الذنب، ولا يضطرب فؤادُك من نظَر الله إليك، أعظمُ مِن الذنب إذا فعلتَه ..