قال أحد الصالحين :
لكل إنسان أربع أعين : عينان في رأسه لدنياه، وعينان في قلبه لآخرته، فإن عميت عينا رأسه وأبصرت عينا قلبه لم يضره عماه شيئا، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه لم ينفعه نظره شيئا ..
قال بعض السلف : إذا نطقت فاذكر من يسمع، وإذا نظرت فاذكر من يرى، وإذا عزمت فاذكر من يعلم ..
وقال سفيان الثوري يومًا لأصحابه : أخبروني، لو كان يجلس معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشيء يُغضبه ؟!
قالوا : لا ..
قال : فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله عز وجل ..
قال ابن رجب : "فيه إشارة إلى أنه لابد من تقصير في الاستقامة المأمور بها، فيجبر ذلك بالاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة، فهو كقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : (اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأَتْبِعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها)"
فالحذر من الوقوع في مصيدة إبليس الخطيرة وهي اليأس من الاستقامة لتوالي الهفوات، وإنما الحل في بذل الوسع في النجاة والسلامة، والمبادرة بالقيام بعد الكبوة، والرجوع قبل التمادي.
يقول د. سلمان العودة :
لم يمنحك الله الحياة لتكون قصة يأس، ولا رواية أسى وحزن، ولا لتجعل منها فصول حرمان ..
خلقها لتسعد بها دنيا، وتبني بها قصور سعادة الأخرى ..
صدر سبحانه الآية بألطف أنواع الخطاب، وهو الاستفهام المتضمن لمعنى الطلب، وهو أبلغ فى الطلب من صيغة الأمر، وسمى الإنفاق قرضًا حسنًا حثًا للنفوس على البذل؛ لأن الباذل متى علم أن عين ماله يعود إليه ولابد طوّعت له نفسه بذله وسهل عليه إخراجه.