صلى عمر رضي الله عنه بالناس الفجر .. ثم التفت فقال : أين معاذ؟ قال : ها أنذا يا أمير المؤمنين .. قال : لقد ذكرتك البارحة فبقيت أتقلب على فراشي حبا وشوقا إليك .. فتعانقا وتباكيا .. لله درها من مشاعر .. فكم أشتاق لرؤياك شوق عمر لمعاذ ..
من وصايا لقمان لابنه : يا بني، إنك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة .. فدار أنت إليها تسير أقرب من دار أنت عنها راحل .. يا بني، عوّد لسانك أن يقول اللهم اغفر لي .. فإن لله ساعات لا تُرد ..
سأظل أذكركم إذا جن الدجى أو أشرقت شمس على الأزمان .. سأظل أذكر إخوة وأحبة هم في الفؤاد مشاعل الإيمان .. سأظل أذكركم بحجم محبتي فمحبتي فيض من الوجدان .. فلتذكرونا بالدعاء فإننا في حبكم نرجو رضى الرحمن ..
يارب .. قلوب عطشى .. وأرواح ظمأى .. ترنو إليك باحثة عن سحب رحماتك .. فلا تحرمها غيث مغفرتك .. وخذ بأيدينا .. ووجه نواصينا لكل أمر تحبه وترضاه .. واحفظ لنا إخوة لو لم نخرج من الدنيا إلا بهم لكفانا ..
عندما أحسب عمري .. ربما أشتاق شيئا من شذاكم .. ربما أبكي لأني لا أراكم .. إنما في العمر يوم هو عندي كل عمري .. عندما أحسست أني عشت بعض العمر نجما في سماكم .. أخبروني .. بعد هذا كيف يسلو القلب يوما بسواكم ؟!
تخيلي عندما ندخل الجنة برحمة الله .. فأشتاق إليك .. فنتلاقى .. فأسألك : بما وصلنا إلى ما وصلنا إليه؟ فتقولي : بذكرنا لله والدعاء لبعضنا بظهر الغيب والحب فيه سبحانه .. أحبك في الله .. لا تنسيني من دعائك ..
هناك أحبة يستوطنون جنبات أرواحنا .. يملئون دنيانا حبورا وفرحا .. ويمطرون على قلوبنا السعادة .. وإن فرقتنا عنهم الدروب .. فإنهم سيظلون هنا في بقعة من الروح لا يطؤها النسيان ..
أصدر المولى بيانه .. أين أنتِ يا فلانة؟ افتحوا ديوانها .. وانظروا في كل خانة .. موقف صعب رهيب .. أسأل الله الإعانة .. حين أدنو من إلهي .. دون ستر أو بطانة .. ويحاكيني جهارا .. كيف أديت الأمانة؟ من يجيب الله عني؟ من سيعطيني لسانه؟
الحب في الله أرواح تحلق نحو الجنان .. عطاء بلا حدود .. بذل للنصح بلا قيود .. أسوار تتحطم .. وحواجز تتكسر .. الحب في الله حياة القلب وقلب الحياة .. تضحية ، تسامح ، بسمة ، أمل ، سعادة ، روح عذبة .. أحبك في الرحمن ..
إلى من تمتلك مساحات من الود في قلبي .. أقول لها : رفع الله قدرك .. وفرج الله همك .. وأسعد الله أيامك .. وألبسك لباس العافية .. وجمع الله بيننا في الدنيا والآخرة ..
إن ضل دربك لحظة في سراديب الألم .. أو جاءك الخبر اليقين بأن زائرك الألم .. أو تهت في صحراء موبقة ورجعت تبكي من ندم .. وعجزت عن تفسير ما يأتيك من تيه الوهم .. أقم الصلاة فنورها سيضيئ دربك في الظلم ..
ود سيبقى في القلوب وإن تغب .. شمس اللقاء وتبعد الأجساد .. ولئن يفرقنا الزمان فلن ينهي الفراق وداد .. ذكرى الأحبة لا تغيب وإنما .. في بعدهم أشواقنا تزداد ..
يا قرة العين كن للحق منتسبا .. وراقب الله واعمل كل ما وجبا .. لنا لقاء عسى الرحمن يكتبه .. في جنة الخلد ننسى الحزن والتعبا .. بالله لا تنس في أوقات طاعته .. دعاء صدق لنا واشكر لمن وهبا ..
إلهي .. مع كل صباح ومساء .. اجعل أحبتي أقرب وأحب الناس إليك .. ارفعهم من حيث لا يحتسبون .. واجعلهم في الدنيا هادين مهتدين .. وفي الآخرة في الفردوس منعمين ..
أسأل الذي أخرج ماء زمزم فرجا لهاجر .. أن يخرج لك فرجا وبركة وسعادة لا شقاء بعدها .. وأن يختصك من بين خلقه في هذا اليوم المبارك ويقول : وعزتي وجلالي لا أرد لك دعاء ..
الحب في الله شجرة شامخة راسخة .. تنبت في القلوب الطاهرة .. ثمرتها منابر من نور يوم القيامة .. تسقى بالعلم .. وتحلو بالصدق .. وتكبر بحسن الظن .. أسأل الله سبحانه أن نستظل جميعا بظلها ..
لئن ناءت بنا الأجساد فالأرواح تتصل .. ففي الدنيا تلاقينا وفي الأخرى لنا الأمل .. فنسأل ربنا المولى .. وفي الأسحار نبتهل .. بأن نلقاك في فرح .. بدار ما بها ملل .. بجنات عدن بها الأنهار والحلل .. بها الأحباب قاطبة .. كذا الأصحاب والرسل ..
كم بي من الشوق يحدوني لرؤيتكم .. لمبسم صادق بالحب قد نطقا .. لأخوة لم يزل قلبي يحن لهم .. لهم فؤادي بنبض الحب قد خفقا .. كنا جميعا وحب الله يجمعنا .. والصدق رمز لنا كالنجم إذ برقا ..
أسأل الله أن يعطيك أطيب ما في الدنيا ( محبة الله ) .. وأن يريك أحسن ما في الجنة ( رؤية الله ) .. وأن ينفعك بأنفع الكتب ( كتاب الله ) .. وأن يجمعك بأبر الخلق ( رسول الله ) صلى الله عليه وسلم ..