كلما قرأتُ قوله تعالى : (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو) .. ندمتُ على كل صحبة ورفقة .. وإذا قرأتُ : (إلا المتقين) .. فرحتُ أن لي أختا مثلك أحبها فى الله .. أسأل الله أن يجمعنا فى جناته على سرر متقابلين ..
نوّر الله صدرك كلما أفلت الشمس والقمر .. وأزاح الله همّك كلما حجّ فوج واعتمر .. وجعل الله ذريتك كأبي بكر وعمر .. وغفر الله لوالديك على مد البصر .. وكثّر الله أحبابك ومحبيك فيه بعدد ملايين البشر ..
الأحباء كالنجوم لا نراهم دائما .. لكن نحس بضيائهم على شفاف القلب فتنشرح الروح .. هكذا أنتم وهكذا نحن .. أحببناكم إلى حد الإرتواء .. وسكنتم فينا مساكن الضياء .. وعلمتمونا معنى اللقاء .. فلكم منا الدعاء ..
اللهم إني أحبها فيك حبا عظيما .. فلا تريني فيها بأسا .. وأسعد قلبها .. وحبب فيها عبادك حبا يعادل حبي لها الذي تجهله هي وتعلمه أنت .. اللهم إنها سكنت قلبي .. فلا تحرمها سكنى جنتك ولا تحرمني الإجابة ..
قال الأصمعي : دخلتُ على الخليل بن أحمد وهو جالس على حصير صغير .. فقال : تعال واجلس .. قلتُ : أضيِّقُ عليك !! قال : الدنيا بأسرها لا تسع متباغضين .. وإن شبراً في شبر ليسع متحابين .. ( إني أحبك في الله ) ..
إذا اخترت أن تسير في طريق طويل نهايته الجنة .. فليكن لك زاد لا ينفد .. ( فإن خير الزاد التقوى ) وليكن لك رفيق لا تهجره .. ( كتاب فصلت آياته ) .. وليكن لك منهج لا تحيد عنه .. ( عليكم بسُنَّتي ) ..
خلق الله أناس مؤمنين يحفظ الله بهم الأرض .. بواطنهم كظواهرهم ، بل أحلى ! و هممهم عند الثريا بل أعلى ! و سرائرهم كعلانيتهم بل أجلى ! يحبهم أهل الأرض و تفرح بهم ملائكة السماء .. أسأل الله أن تكون منهم ..
فارقتمونا فلم ننسى مودتكم .. فذكركم عن جميع الناس ينسينا .. آخيتمونا على حب الإله .. وما كان الحطام شريكا في تآخينا .. فكيف يسلو رفيق الليل عن قبس .. قد كان دوما بتقوى الله يوصينا ..
" سعد بن معاذ " .. أسلم وعمره 30 عاما .. وفي 6 سنوات قدّم ما قدّم لآخرته .. حتى اهتز عرش الرحمن لموته ! رضي الله عنه وأرضاه .. فماذا قدّمنا لآخرتنا وقد وُلِدنا وحيينا مسلمين ؟! ..
أصبحت وبإذن الله أفلحت .. وتبوَّأت من الجنة مقعدا .. أسال الله في جبروته .. أن يرزقك من الرزق أكمله .. ومن العافية أتمها .. ومن الرحمة أوسعها .. ومن صدق التوكل عليه ما يغنيك به عن سؤال غيره ..
شجاني حبها حتى بكيتُ .. وفي قلبي لها شوقا بنيتُ .. فقالت : هل سعيتَ لكي تراني؟ .. فقلتُ : أنا لغيركِ ماسعيتُ .. لأنكِ يا جنة الفردوس عندي أغلى ما تمنيتُ ..
ما قلتُ زوراً حين قلتُ أحبكُم .. ما الحب إلا الحب في الرحمن .. يفنو ويذهب كل حب كاذبٍ .. وتُبَدَّل الأشواق بالأضغان .. أما إذا كان الوداد لخالقي .. فهناك عند العرش يلتقيان ..
غفر الله لك ووفقك للخير .. وأنعم عليك بالرضى .. وسهّل لك أمور الدنيا .. ورزقك حلالها وكفّ عنك أذاها .. وبارك فيك وفي أهلك .. وأعقبك الجنة تمرح في نعيمها .. وسقاك شربة هنيّة من حوض نبيّك لا تظمأ بعدها أبدا ..
تبسّم .. فإن هناك من يحبك .. يعتني بك .. يحميك .. ينصرك .. يسمعك .. ويراك .. هو " الله " .. ما أشقاك إلا ليسعدك .. وما أخذ منك إلا ليعطيك .. وما أبكاك إلا ليضحكك .. وما حرمك إلا ليتفضّل عليك .. وما ابتلاك إلا لأنه أحبك ..
قال عمر رضي الله عنه : إخوان الصدق خير مكاسب الدنيا .. هم زينة الإخاء .. هم عدة البلاء .. وفي الجنة معهم لقاء .. وأحسبك بإذن الله منهم .. فعندما أفتقدك لن أبحث عنك بعيدا .. فقط سأبحث في أعماق قلبي حيث أنت دائما ..
ألا يا من بهرها جميل صنيعنا .. ماذا فعلنا كي نجني الشكران .. ود ومحبة وقليل دعاء .. علّه يُستجاب لنا عند الرحمن .. كان بودِّنا أن نزيد ولكن .. كل عمل لابد فيه من نقصان .. أرجو الإله أن يثبتنا .. ونلتقي بإذنه في الجنان ..
إذا اشتاقت نفسي ونفسك للنعيم وللجنان .. وإذا تزايد شوقنا وحنيننا لمن عطاياه حسان .. فسَل الذي ملك الوجود بلا قيود ولا حدود .. أن نلتقي في جنات عدن ونقول للدنيا : وداعا فدارنا دار الخلود ..
سهرت أعين ونامت عيون .. في أمور تكون أو لا تكون .. فادرأ الهم ما استطعت عن النفس .. فحمـلانك الهموم جنون .. إن ربا كفاك بالأمس ما كان .. سيكفيك في غـد ما يكون ..
أسأل الله أن يهبك في الجنان قصورا عالية .. وعفوا ممزوجا بعافية .. وقدميك على أرض المسك ساعية .. ومن السندس والإستبرق كاسية .. والقطوف منك دانية .. حيث العيش رغيد والملك عظيم والحياة صافية ..
الشكر لمن أضاءت الشمس بقدرته .. وسجدت المخلوقات لعظمته .. ووهبنا الحمد والشكر على نعمته .. وأجاب دعاء المضطرين برحمته .. رجوته بأن يهبك من الصحة تمامها .. ومن السعادة قمتها .. ومن الإيمان أعلى درجاته ..
رعى الله الأحبة حيث حلّوا .. لهم في القلب مرتحل وحِلُّ .. خيول الشوق مسرجة إليهم .. تبارت حيثما ساروا وهلّوا .. وجوه كالبدر أسفرت بذكر بارئها .. أبدا ما مللناها ولا هم لنا ملّوا ..
تخيل .. وقد يمّن الله كتابك .. وخفّ حسابك .. ونُوديتَ هلمّ لبابك .. وإذا الكريم الغفار أتمّ لك النعم بعتق من النار .. فرأيتَ وسمعتَ وشممتَ ولمستَ قصورا وأنهارا .. وصحبة أخيار ورؤية وجه الغفار .. اللهم لا تحرمنا ذاك القرار ..
أسأل الله الذي لن تطيب الدنيا إلا بذكره .. ولن تطيب الآخرة إلا بعفوه .. ولن تطيب الجنة إلا برؤيته .. أن يديم ثباتك وإيمانك وصحتك .. ويبارك لك في يومك .. ويجعلك ممن نال مغفرة ربه ورحمته ..
جعل الله مساءك كله بركة .. ويومك للخير والفضل حرّكه .. وأتمّه بليل مليء بذكر وصدقة .. وكفاك الله أمرا أشغلك وأهمّك .. وغفر لك كل هفوك وزللك .. ورزقك الفردوس أنت وأهلك .. وكل من أحببته في الله وأحبّك ..
ليس المودة أن نلتقي كل يوم .. وليس عدم اللقاء هو عدم المحبة .. فليس كل لقاء مودة .. ولا كل غيبة جفوة .. قال الإمام أحمد : إن لنا إخواناً لا نراهم إلا في كل سنة مرة نحن أوثق بمودتهم ممن نراهم كل يوم ..
قال أحد السلف : يا أخي إذا ذكرتني ادعو لي وإذا ذكرتك أدعو لك .. فإن لم نلتق فكأنما قد التقينا .. فالدعاء جسر التواصل بيننا .. فاذكرونا دوماً بالدعاء ..
إن سألت عن جنة الدنيا .. فسل العيون التي فاضت مدامعها من خشية الله إشفاقاً وتبجيلا .. سل النفوس التي بالأنس يوقظها كتاب ربي فتحيي الليل ترتيلا .. تذيقنا المر دنيانا وقد وجدوا .. طعم السعادة بالإيمان معسولا ..
إن أنت قمت إلى الصلاة بليل خوفٍ أو رجاء .. تدعو الإله تضرعاً والعين قرحها البكاء .. فاذكر أخاً لك بالذنوب قد سد أرجاء الفضاء .. فاجعل له من قولك ما تنتقيه من الدعاء .. فلعل دعوة محسنٍ تنجيه من ذاك الشقاء ..