{ قالَ رَبِّ اغفِر لي وَلِأَخي } [الأعراف: ١٥١] قال كعب: رُبَّ قائم مشكور له، ورُبَّ نائم مغفور له، وذلك أنَّ الرجلين يتحابان في الله، فقام أحدهما يصلي، فرضي الله صلاته ودعاءه، فلم يرد عليه من دعائه شيئًا، فذكر أخاه ذلك في دعائه من الليل، فقال: يا رب! أخي فلان اغفر له؛ فغفر الله له وهو نائم. [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم]
كثير من الناس يبثون همومهم العامة والخاصة للخلق، ويغفلون عن بثها لخالقهم، تضرعاً وخفية وبخاصة في ساعات الاستجابة : { إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ } [يوسف: ٨٦] [أ.د. ناصر العمر]
لي صاحبٌ إن قسَا عَيشي بدا سَنَداً وإن أسأتُ أراني منهُ إحسانا وإن رآنيَ مجروحاً يَمُدُّ يداً حنونةً فكأن الجُرحَ ما كانا وكم مواجِعَ لم أُخبِرْ بها أَحَداً أَحَسَّها فبَكَى حُبّاً وتَحنانا [د. فواز اللعبون]
{ فَلَمّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَد لَقينا مِن سَفَرِنا هذا نَصَبًا } [الكهف: ٦٢] تدبَّر قصة موسى مع فتاه وخادمه، تجد كرم الخلق، ولطافة المعاملة، وحسن الصحبة: يخبره بتفاصيل مسيره، ويشركه في طعامه، ويعذره في خطئه، بل يدخل السرور على نفسه إذهابًا لروعه: { ذلِكَ ما كُنّا نَبغِ } [الكهف: ٦٤]، وتأمَّل واقع كثير من الناس مع خدمهم، بل مع أبنائهم وطلابهم تدرك أين هم من أخلاق النبوة. [أ.د. ناصر العمر]
يَبِينُ إيمان المؤمن عند الابتلاء، فهو يبالغ في الدعاء ولا يرى أثرًا للإجابة، ولا يتغير أمله ورجاءه ولو قويت أسباب اليأس؛ لعلمه أن ربه أعلم بمصالحه منه؛ فإياك أن تستطيل زمان البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء، فإنك مبتلى بالبلاء، متعبد بالصبر والدعاء، ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء. [ابن الجوزي]
إذا ابتلى الله عبده بشيء من أنواع البلايا والمحن، فإن رده ذلك الابتلاء والمحن إلى ربه وجمعه عليه وطرحه ببابه؛ فهو علامة سعادته وإرادة الخير به. { فَأَخَذناهُم بِالبَأساءِ وَالضَّرّاءِ لَعَلَّهُم يَتَضَرَّعونَ } [الأنعام: ٤٢] [ابن القيم]
{ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ } [البقرة: ١٨٥] الهداية تشمل: هداية العلم، وهداية العمل، فمَنْ صام رمضان وأكمله، فقد مَنّ الله عليه بهاتين الهدايتين، وشكره سبحانه على أربعة أمور: إرادة الله بنا اليسر، وعدم إرادته العسر، وإكمال العدة، والتكبير على ما هدانا، فهذه كلها نِعَم تحتاج منا أن نشكر الله بفعل أوامره، واجتناب نواهيه .. [ابن عثيمين]